شهد الشهر السابق تدشين فيلم جيمس بوند الأخير بعنوان "لا وقت للموت" للمرة الأولى عالميًا في قاعة رويال ألبرت هول الشهيرة في لندن. وخلال مشاهدة الفيلم، تم تقديم أكياس من الفشّار صُمّمت بوحي من الفيلم على جميع الحضور، بمن يشمل نجم الفيلم نفسه دانيل كريغ، ودوق ودوقة كامبريدج (اللذين تطلق عليهما وسائل الإعلام البريطانية لقب "ويلز وكيت" تحبّبًا). كانت شركة "جو آند سِف" المحلّية المتخصصة بإنتاج الوجبات الخفيفة قد أعدّت هذا الفشّار يدويًا باعتماد وصفة خاصة مستوحاة من الفيلم، وظهر على الأكياس شعار طريف بعنوان ’منتفش إنما غير ممزوج‘، تيمّنًا بالعبارة الشهيرة التي يقولها جميس بوند في كل فيلم من أفلامه.

ويقول آدم سوفِر، الشريك المؤسِّس، "لطالما اعتقدت أن أفلام جيمس بوند هي الشريك الأمثل لعلامتنا التجارية. إني أعشق هذه السلسلة التي أبرمت شراكات مع علامات رائعة، ومنها سيارات أستون مارتن على سبيل المثال، وهي شركات تفوق علامتنا ضخامة إلى حدّ بعيد. لكننا لم نكفّ عن المحاولة عامًا بعد عام، وقبيل إطلاق الفيلم الجديد، حظينا بالموافقة. والآن أصبحت منتجاتنا تباع في صالات السينما في طول البلاد وعرضها."

Adam with his parents Joe and Jackie.
آدم مع والديه جو وجاكي.

إنه لأمر رائع أن تحظى شركة إنتاج الفشّار التي تملكها العائلة وتديرها بفرصة إبرام شراكة مع فيلم بهذا القدر من النجاح والشهرة.

ويضيف آدم قائلاً، "بالنسبة لي، كما هي الحال مع غالبية الناس، هنالك رابط عاطفي مع الفشّار لأننا غالبًا ما نتناوله أثناء مشاهدة الأفلام. لذا فإنه يعيد إلى الذاكرة تلك المناسبات الممتعة المرتبطة بتناوله."

كان آدم في صغره يتناول الفشّار بنَهَم في صالات السينما مع اخه واخته، وكذلك في المنزل عندما كان والده جو يحضر معه الفشّار الأمريكي بنكهاته الفاخرة عند العودة من رحلاته إلى الولايات المتحدة. وفي تلك الفترة، لم تكن هنالك أية تشكيلة مماثلة من الفشّار في المملكة المتحدة، وهذا ما دفع جو لابتكار تشكيلته الخاصة، على أن تكون أفضل مما كان متواجدًا، على حدّ قول آدم.

وهل كان والد آدم طاهيًا محترفًا؟ ويجيب آدم، "لا، كان يدير شركة كهربائية. لكن لطالما كانت هوايته تجربة وصفات مختلفة في المطبخ، غير أنه لم يكن يهوى التنظيف بعد ذلك." وملخّص الحوار أن المنزل ظلّ يعبق برائحة الفشّار المحترق طوال فترة تجاربه التي امتدت حوالي خمس سنوات.

ويضيف آدم أن التجارب كانت تؤدّي إلى احتراق العديد من القدور بسبب الحرارة الشديدة، ما أدّى إلى رميها، وتجربة بعض المكونات التي لم يكتب لها النجاح بتاتًا.

Joe Sopher experimented with techniques and flavour combinations in his home kitchen for five years.

ثابر جو سوفِر على تجربة تقنيات ونكهات مختلفة في مطبخه المنزلي على مدى خمسة أعوام.

The popular Salted Caramel flavour is the brand’s bestseller.

.الفشّار بنكهة الكراميل المملح هو الأكثر مبيعاً من بين سائر منتجات الشركة

ومع ذلك، فقد أدّت مرحلة شبه حِرَفية من البحث والتطوير إلى لحظات إدراك مهمّة جدًا، مثل الوقت الذي قرر فيه جو أن يبدأ بإعداد الفشّار بآلة تعمل على الهواء الساخن، بدلاً من قليه بالزيت مع السكر بالطريقة البريطانية التقليدية. كما أصرّ على استخدام النكهات الطبيعية بالكامل، وإضافتها بالتسلسل لكي يبرز طعم المكوّنات المختلفة بالتوالي، كما هي الحال مع الأجبان عالية الجودة.

وفي الواقع، بدأ جو باستخدام الأجبان الطبيعية، مثل الشيدار الأيرلندي في تجاربه لإعداد الفشّار المالح. كما شحذ مهارته في طريقة تحلية الفشّار من خلال تغليف كل حبّة بالكراميل المملح. ومع هذا، بقيت ثمرة تجاربه حكرًا على العائلة، ولم يتذوّقها أي شخص خارج إطار الأسرة إلى أن قرر آدم مع والدته جاكي أخذ نماذج إلى معرض لندن للأغذية في عام 2010.

ويقول "كانت تلك المرة الأولى التي نستقصي فيها آراء الآخرين... ولاقت منتجاتنا إعجابًا منقطع النظير. بحلول اليوم الثاني من فترة المعرض الممتدة ثلاثة أيام، كانت الكميات التي أحضرناها قد نفدت بالكامل، وعلى الرغم من ارتباكنا لهذا النقص، إلا أننا أدركنا أنّنا توصلنا إلى مرحلة مهمة."

ويعتبر آدم أن علامة جو آند سِف أبصرت النور في ذلك اليوم، ويقول إنّ الأسرة واصلت على مدى العقد التالي "تموين المتاجر حول العالم بمزيد من النكهات من فشّارنا الفاخر."

ومع الوقت، توسّعت التشكيلة لتتخطى عتبة الخمسين نكهة، بما يشمل النكهات الموسمية الخاصة، مثل نكهة إيغنوغ (التي دخلت في خط إنتاج روزنامات معبّأة بالفشّار)، بالإضافة إلى الأصناف الفاخرة جدًا، مثل الفشّار بزيت الزيتون مع زيت الكمأة وملح الكمأة. أما الصنف المفضّل لدى آدم، فيعتمد على الوقت المحدد من اليوم. إذ يفضّل تناول الفشّار بنكهة جبنة الماعز مع الفلفل الأسود كمقبلات في الأمسيات، والفشّار بنكهة الشوكولاتة كوجبة خفيفة أثناء القيادة. أما وصفة جو الأصيلة بالكراميل المملح، فتبقى في صدارة المبيعات.

"عندما بدأنا، كنا نعتقد أن هذا التوجّه سيدوم لبضعة أشهر أو أعوام، لكنه ما يزال نجم منتجاتنا دون منازع."

شهد العام السابق تزايد أعداد الأشخاص الذين مكثوا في منازلهم وأمضوا الوقت بمشاهدة الأفلام أكثر من أي وقت سابق في تاريخنا الحديث، وقد يعتقد المرء أن الجائحة أدّت إلى زيادة الطلب على المأكولات العملية الجاهزة.

لكن آدم يقول "لقد كانت فترة متقلّبة، فبعد أن كنا نموّن العديد من شركات الطيران وصالات السينما، تكبّدنا خسارة في ذلك المجال عند تفشّي جائحة كوفيد. ثم عملنا على تعزيز مبيعاتنا المباشرة إلى المستهلك ومتاجر التجزئة حول العالم، والتعامل مع مشترين مثل سبينس. فانتقلنا من مرحلة الخسائر الفادحة إلى إقدام العملاء على شراء منتجاتنا عبر الإنترنت ليستمتعوا بها في المنزل أثناء مشاهدة الأفلام على نتفليكس. وخلال الأشهر الثمانية عشرة السابقة، تخطّى عدد الأشخاص الذين جرّبوا منتجاتنا أية فترة أخرى في تاريخ شركتنا. والآن عادوا إلى تناولها في دور السينما مجددًا، وإنهم يعشقونها."