50 Best’s director of content, William Drew
ويليام درو، مدير مشروع قائمة أفضل 50 مطعمًا

لماذا قررتم إطلاق نسخة تغطّي منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من قائمة أفضل 50 مطعمًا في العالم في هذا الوقت؟

طال انتظار هذه الخطوة، وقد آن أوانها. أطلقنا قائمة أفضل المطاعم في العالم منذ حوالي 20 عامًا، ثم عقدنا أولى فعالياتنا الإقليمية في آسيا وأمريكا اللاتينية في عام 2013. وبدا منطقيًا أن تكون الخطوة التالية النظر في مناطق أخرى لم تنل تمثيلاً وافيًا في مجال الطعام على الخريطة الدولية، وشعرنا أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هي إحدى تلك المناطق باعتبارها تتميّز بثقافة طهو غنية ومتنوعة، أو بالأحرى ثقافات متعددة، لم تكن معروفة بالقدر نفسه في الخارج. نريد أن نسلط الضوء على المطابخ المختلفة الرائعة في هذه المنطقة، وأن نمنح الفرصة لتسليط الضوء على المواهب الإقليمية الشابة وإلهامها، وأن نوفّر دليلاً لرواد المطاعم والمسافرين من عشاق الطعام في جميع أنحاء العالم، يحفّزهم على زيارة المنطقة واستكشافها من خلال طعامها... فالطعام يشكّل نافذة كبيرة على الثقافات المحلية.

كيف تضمنون أن القائمة ستمثّل السوق تمثيلاً شاملاً؟

يجدر التأكيد على أن هذه القائمة تمثّل منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بأكملها شاملة 19 دولة. والأسلوب الذي نتّبعه هو من خلال نظام التصويت، وهو نظام مهم فعلاً في ظل وجود ستة رؤساء لجنة من الأكاديمية (وهي الآلية المستخدمة لإنشاء قائمة أفضل 50 مطعمًا في العالم) في مواقع مختلفة بالمنطقة، ويقوم هؤلاء بتوظيف ناخبين خبراء من داخل المناطق التي تغطيها القائمة الإقليميةـ نقوم بتوظيف ناخبين من كل دولة، ونأمل أن يمثّل ذلك انعكاسًا عادلاً وموثوقًا لتنوع المطاعم في جميع أنحاء المنطقة.

هل من سبب معيّن لاختيار أبوظبي موقعًا لإطلاق الفعالية؟

نظرنا في المنطقة وفكّرنا في مختلف الوجهات المحتملة، وتحاورنا مع دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي التي أبدت اهتمامًا كبيرًا باستضافة الحدث. تمتلك الدائرة البنية التحتية المنشودة كما أنها تستثمر في ثقافة الطهو في أبوظبي. وعلى الرغم من أن هذا الجانب ما يزال حديث العهد نسبيًا مقارنة بدبي، إلا أن هنالك طموحات كبيرة لتطويره، ونأمل أن نسهم في دعم هذه الجهود من خلال استضافة أبوظبي لحفل توزيع جوائز أفضل 50 مطعمًا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وعلاوة على ذلك، فإن أبوظبي تمثّل موقعًا مركزيًا ممتازًا يسهل على الزوار من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بلوغها. كما أنها تتمتع ببنية تحتية ممتازة وفنادق رائعة، ويمكننا أن نجمع الجميع هنا وأن نقدّم سلسلة مذهلة من الأحداث التي يمكن للجميع الاستمتاع بها - سواء كانوا جزءًا من القطاع أو مجرد مستهلكين يعشقون الطعام. كما سنقدّم دورسًا متخصصة وحفلات عشاء خاصة يقام بعضها بالتعاون مع طهاة محليين.

من بين سائر ما ذكرته من فعاليات تمهيدية للإعلان عن القائمة، أيها تشعر أنك أكثر تطلّعًا لأن يشارك الضيوف فيها؟

أتطّلع لعدة فعاليات مختلفة: هناك، على سبيل المثال، دروس متخصصة، إلى جانب قدوم أفضل طاهي معجنات في العالم لعام 2021 من بالي، وقدوم بيا ليون، أفضل طاهية في العالم لعام 2021 من بيرو. يأتي الاثنان من موقعين مختلفين تمامًا، ولكل منهما ثقافة ومهارات مختلفة جدًا عن الآخر. وسيقّدمان، مثل سواهما من المشاركين، دروسًا متخصصة تكشف قليلاً عن جوهر عملهما، وفلسفتهما، وأسلوب تفكيرهما في الطهو، وسيتسنى للمستهلكين تذوّق المأكولات التي سيعدّانها.

نحن دائمًا شديدو الفخر بفعالية أفضل 50 حوارًا التي تمثّل منتدى لقادة الفكر، كونها تتمحور حول الارتقاء في الحوار إلى آفاق أرحب بطريقة إيجابية، وتبيّن كيف يمكن للطعام أن يحقّق تغييرًا إيجابيًا في العالم. أعتقد أننا نعلم جميعًا أن الطعام يمكن أن يكون قوة إيجابية إذا تم استخدامه بالطريقة الصحيحة، ووسيلة لكسر الحواجز. وهذا ما تمثّله فعالية أفضل 50 حوارًا التي تجمع مفكرين وقادة في مجال الطهي للتحدّث عن رؤاهم حول المستقبل، أو ما تعنيه الاستدامة بالنسبة لهم، أو كيف يمكن كسر الحدود من خلال الطعام. هذه الأفكار مهمة حقًا. وعلى الرغم من أهمية إعداد القائمة، إلا أن ما نقوم به أكثر من ذلك بكثير. وبعد ما مر به العالم خلال العامين الماضيين، بات بإمكاننا جمع هؤلاء المفكرين ورواد عالم الطهو شخصيًا، ومن شأن هذا الأمر أن يعزز التعاون في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وأنحاء مختلفة من العالم أيضًا.

أعتقد أن فعالية أفضل 50 حوارًا ستركز أكثر على منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لأنها فرصة مهمة للحديث عن ثقافة الطعام الإقليمية. وهذا لا يعني أنه لن يكون لدينا صوتًا خارجيًا أيضًا، لكني لا أريدها أن تكون مجرّد احتفاء بنجوم الطبخ البارزين، فالحوار يتعلّق أيضًا بمن يقومون بأمور مثيرة للاهتمام قد لا تكون معروفة في أجزاء مختلفة من هذه المنطقة.

ما رأيك بعالم فن الطهو على الساحة الإقليمية؟

سأقول بكل صراحة إن تجربتي في المنطقة لا تزال محدودة، لكني مستمتع بما اختبرته لغاية الآن. إننا متحمسون لوجودنا هنا، ونحن لا ندّعي أننا خبراء بمطاعم المنطقة. عملنا يحملنا حول مختلف بقاع العالم، والنظام الذي نعتمده يرتكز على العثور على خبراء محليين بمساعدة رؤساء اللجنة من الأكاديمية، أو بمساعدة الناخبين أنفسهم، ووضع ثقتنا في حكمهم. يهمنا أن نعثر على الأشخاص المناسبين ممن لديهم وجهات نظر مستقلة ومتنوعة، على أن يكونوا جميعًا من عشاق الطعام والمطاعم، ما يعني أن آراءهم بالمطاعم منطقية مثل آراء سواهم، لأنهم مستهلكون مثل سواهم. هم محترفون في القطاع، لكنهم أيضًا مستهلكون.

وبالعودة إلى السؤال: أعتقد، مما اختبرته لغاية الآن، أن هناك تنوعًا كبيرًا في المطاعم كما في أساليب الطهو، وهذا أمر يبعث الحماسة. وبالنظر إلى ما قرأته واكتسبته من معرفة من الغير، أرى أن التنوع الكبير في المطاعم المنتشرة عبر مدن المنطقة هو أمر مذهل بالفعل. هناك عدة توليفات مختلفة للمطابخ التقليدية، وعدة مطاعم تنصهر فيها ثقافات مختلفة، ما نتج عنه وجود مزيجًا مثيرًا وفريدًا من المطاعم في أنحاء المنطقة.

لا تفوتوا الفرصة: بين 4 و8 فبراير، ستحضر نخبة من أبرع الطهاة في العالم إلى أبوظبي للمشاركة في سلسلة فعاليات تجريبية في عالم الطعام، ودروس طهو متخصصة، ووجبات عشاء بالتعاون مع طهاة ضيوف، وحوارات حول أفكار مبتكرة ضمن فعالية أفضل 50 حوارًا. ستقام الدورة الافتتاحية من حفل توزيع جوائز أفضل 50 مطعمًا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا برعاية سان بليغرينو وأكوا بانا، وستستضيفها العاصمة الإماراتية يوم الاثنين، 7 فبراير 2022، بدعم كريم من دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي.