تشرح لورا ماري التي تعمل في مجال الزراعة في دبي: "أتذكر عطلة الطفولة بشكل واضح للغاية، حيث زرت قرية أجدادي، أسفل غران ساسو في أبروز، إيطاليا. "كان الهواء نقيًا ومنعشًا وقد سحرتني رؤية مئات الآلاف من الزعفران وهي تندفع عبر خصل العشب والثلج الذائب. قطفت والدتي زهرة وأظهرت لي الندبات القرمزية الزاهية وشرحت لي أن هذا هو مصدر الزعفران. لقد وقعت في حب هذه التوابل منذ ذلك الحين"
"ينمو كل الزعفران تقريبًا في حدود البحر الأبيض المتوسط المعتدل في الغرب وكشمير الجبلية في الشرق. وتهيمن إيران واليونان والمغرب ومنطقة كشمير وأذربيجان وإسبانيا وإيطاليا على الحصاد العالمي.
سلعة ثمينة:
كل زهرة زعفران تحتوي على ثلاث حبات من الزعفران وتحتاج ما يقرب من 160.000 زهرة لإنتاج 1 كيلوغرام فقط من التوابل الجافة. تشرح عملية الإنتاج كثيفة العمالة سبب كون الزعفران باهظ الثمن إلى حد ما ولكن لحسن الحظ، فإن القليل منه يقطع شوطًا طويلاً ويحتفظ بالزعفران الجيد لأكثر من عامين عند تخزينه بشكل صحيح في مكان بارد وجاف ومظلم.
النكهة واللون:
يصف الخبراء رائحة الزعفران بأنها "عسل معدني مع روائح عشبية ". يطلق الزعفران لون أصفر برتقالي على الأطعمة ويستخدم على نطاق واسع في المأكولات الهندية والفارسية والأوروبية والعربية والتركية، مما يضفي نكهة فريدة على العديد من الأطباق التقليدية، مثل الباييلا الإسبانية والبويلابيس الفرنسي. قبل استخدام الصبغات الكيماوية، كان الزعفران يستخدم في صبغ السوائل والجلد والشعر والقماش وفي العصور القديمة، أثواب الدالاي لاما كان يتم صبغها في الزعفران. يأتي اللون الزاهي من مادة تسمى الكروسيتين. عمومًا، الزعفران الأحمر النقي هو الأغلى والأعلى جودة، لكنه يعطي نفس اللون الأصفر وإن كان داكن قليلاً.
الفائدة:
يعتبر استخدام الزعفران كدواء عشبي أسطوري. استخدمه الأوروبيون في العصور الوسطى لعلاج اضطرابات الجهاز التنفسي والحمى القرمزية والجدري، بينما استخدم الفرس والمصريون القدماء الزعفران كمنشط جنسي ومضاد للتسمم ومحفز للجهاز الهضمي ومنشط للدوسنتاريا والحصبة. من خلال حملة سبينس للحفاظ على نمط حياة صحي، من المعروف اليوم أن الزعفران يمكن أن يساعد في صحة الجهاز الهضمي والبصر بينما يحارب الأرق والاكتئاب.
عملية افراز النكهة:
يطلق الزعفران نكهته عند ملامسته للماء الدافئ. يستغرق حدوث ذلك حوالي 20 دقيقة وستستمر الحبات في إطلاق اللون والنكهة خلال 24 ساعة وهذا هو سبب مذاق العديد من أطباق الزعفران بشكل أفضل في اليوم التالي.
عالم التوابل
يمكن العثور على الزعفران في العديد من الأماكن
