النكهات السوريّة الشهية

النكهات السوريّة الشهية

الطعام – 29.04.22

يشعرنا الطعام بالراحة ويقرّبنا من بعضنا البعض بأسلوب رائع لا مثيل له. وقد بدأت أمية الأتاسي إعادة ابتكار الوصفات العائليّة لتقوّي علاقتها بجذورها وتتشارك النكهات السورية الشهيّة مع محبّي الطعام في الإمارات العربية المتحدة. تقابلنا معها في أمسية جميلة لتحدّثنا عن خبرتها ورحلتها المتميّزة

Karen D'souza
Karen D'souza
الكاتب

تعدّ أمية الأتاسي وجهاً جديداً نسبياً على ساحة تحضير الطعام في دبي، إذ لم تصل إليها سوى منذ ثلاث سنوات ونصف السنة مباشرةً من شيكاغو في الولايات المتحدة الأميركيّة حيث ترعرعت. ومع الوقت، أثبتت أمية مكانتها ككاتبة طعام ومبتكرة وصفات ومنسّقة أطباق ومصوّرة ومضيفة نادي طعام.

وفي هذا الصدد تقول أمية: "لطالما شغفت بالطهي، وأحببته حبّاً جماً، فعلّمت نفسي تقنيّاته وخاصّةً بعد أن غادرت منزل والديّ لأرتاد الجامعة في نيويورك. واظبت على توسيع نطاق خبرتي في هذا المجال عبر القراءة والاختبار."

غير أنّها لم تبدأ بالتركيز على الطعام الذي كانت تأكله طوال حياتها سوى بعد استقرارها في الإمارات العربية المتحدة. وقد عزت السبب في ذلك إلى أنّها كانت تعتبره من المسلّمات التي لا يمكن أن تتغيّر. وحتّى تلك اللحظة، كانت دائماً ما تدخل إلى مطبخ أمّها، كما كانت تمضي فترات الصيف خلال طفولتها مع عائلتها الموسّعة في سوريا، فتتلذّذ بالأطباق التي كانت جدّتاها وخالاتها وعمّاتها تحضّرنها.

وتتذكّر الأتاسي: "كانت والدة أمي تحضّر لنا محشي القرع في كلّ مرّة عند وصولنا إلى سوريا. كانت تحشي حبّة القرع بالأرزّ واللحم والتوابل وتطهيها في صلصة الطماطم، وكان طعمها ولا أشهى. وبعد أن انتقلت إلى دبي، أردت إعادة ابتكار الوصفات العائليّة التقليديّة التي كنت أتناولها في صغري فمزجت حبّي بالتصوير مع شغفي بالطهي، وأطلقت مدوّنة أمية كوكس."

وسرعان ما أذهلت موهبتها الفطريّة محبّي الطعام المحليّين وبدؤوا يطلبون منها أن تطهي لهم.

تكمل أمية والابتسامة ترتسم على محيّاها: "يبدو أنّ هذه الأمور طبيعيّة في دبي، وقد شجّعني أحد أصدقائي الذي يملك ناديه الخاص للطعام على خوض غمار هذه التجربة، وأنا قبلت التحدّي. تلقّيت ملاحظات إيجابيّة كثيرة واستخدمت هذه المنصّة لأشارك قصّة عائلتي وإرثي مع محبّي الطعام، الذين لا يعرف معظمهم الكثير عن الأطباق السوريّة التقليديّة."

هذا وابتكرت أمية نوعاً من الدونات الصغير وحشته بنكهات شرق أوسطيّة غنيّة، فكان أحد أشهر أطباقها، وقد قامت ببيعه لفترة قصيرة في بدايات الجائحة.

جزر مشوي بالفلفل الحلبي مع اللبنة | نسخة نباتية صرفة من حلوى كشك الفقراء الشرق أوسطية المشهورة
جزر مشوي بالفلفل الحلبي مع اللبنة | نسخة نباتية صرفة من حلوى كشك الفقراء الشرق أوسطية المشهورة

ومنذ ذلك الحين، صبّت أمية جام تركيزها على وجبات العشاء الخاصّة إذ تشعر بأنّها تمنحها مجالاً أكبر من الحريّة لتدمج متطلّبات عملائها مع أفكارها الخاصّة وتبتكر قوائم طعام جديدة تضمّ أطباقاً سوريّة أصيلة بنفحات عصريّة.

وعندما سألناها من أين تستقدم مكوّناتها، أجابت الطاهية: "عادةً ما أشتري مكوّناتي من بيت المونة الحلبي والدوري مارت في الشارقة، غير أنّني ألجأ إلى تطبيق يدعى مونتنا وأطلب من خلاله المنتجات الطازجة على غرار الباذنجان من مدينتَي حمص وحماة في سوريا، والفلفل من حلب." تخبرنا أمية أنّ كلّاً من المدن السورية تتخصّص بأطباق ومكوّنات معيّنة. فمثلاً تُعرف مدينة حمص التي تتحدّر منها الطاهية بطبق الفتّة، أمّا دمشق فتشتهر باستخدام الكزبرة الطازجة في جميع أطباقها. من جهتها، تُعرف حلب بالفلفل الذي يحمل اسمها، لكنها تشتهر أيضاً بالمحشي والكبّة، سواء كانت مشويّة أو مطهيّة أو مقليّة.

تستخدم أمية الفلفل الحلبي كمكوّن أساسي في ثلاثة من أطباقها التي شاركتنا بها، لاسيّما طبق الجزر المشوي مع معجون الفلفل الحلبي واللبنة المستوحاة من وصفة حائزة على جوائز من موقع الطعام سيريوس إيتس. كذلك، ابتكرت نسخة نباتية صرفة من كشك الفقراء، إذ صنعته بحليب اللوز وكريمة جوز الهند، "ما يضفي عليه نفحة كريميّة شهيّة" على حدّ قول أمية.